نبذة عنا
إرتبط إسم المجلس العام الماروني بذاكرة الهجرة المارونية الثانية من الجبال التي احتضنت وجودهم ليواجهوا في أواخر القرن التاسع عشر إضطهاد العثمانيين. وانفرد الموارنة في تشكيل ما يُشبه قلعة العزلة والاستقلالية في جبال لبنان. إلا أن الطبيعة لم ترحم مواسمهم وأرزاقهم، فاضطرّ معظمهم للنزوح عنها مجدّدًا سعيًا وراء لقمة عيشهم في العاصمة بيروت.
في هذا المناخ المعيشي الصعب، كان لا بد أن تتحرّك الدوافع الإنسانية من أبناء الطائفة « الوجهاء » لمساعدة الوافدين الجدد إلى المدينة، فتنادوا لوضع خطة طارئة لمساعدة هؤلاء سنة 1876 في جمعية أطلقوا عليها إسم « الجمعية الخيرية المارونية ». ثم ما لبث الأمر أن تحوّل سنة 1897، بمبادرة من المطران يوسف الدبس رئيس أساقفة بيروت، إلى إطار مؤسّساتي عُرف بـ « جمعية أخوة الفقراء ». وقد تحلّق حول هذا المشروع كبار الطائفة المارونية آنذاك، فكان من أبرزهم: أنطوان الجلخ، نجيب حبيقة وأنطوان يوسف شحيبر. وجاء المجلس العام الماروني الذي استقرّ على هذه التسمية سنة 1933، ليشكل على أحلام المطران يوسف الدبس الإصلاحية لبنة صلبة لإصلاح أوضاع الطائفة.
أصبحت الجمعية معروفة على أثره باسم « المجلس العام للجمعيات المارونية »، وباتت تضم أربع عشرة جمعية: جمعية مار جرجس، مار مارون، مار الياس، مار مخايل، مار يوسف، سيدة النجاة، مار يوحنا المعمدان، سيدة الوردية، القلب الأقدس، مار أنطونيوس البادواني، سيدة العطايا، مار شربل، مار بطرس وبولس ومار أنطونيوس الكبير.
أهداف المجلس العام الماروني هي رفع المستويات الخلقية والمعنوية والاجتماعية في الطائفة المارونية، تعميم التعليم المجّاني، كي يتمكّن أبناء الطائفة المحتاجين إكمال دراستهم وتوفير مساعدات عينية ومادية ومعنوية لأسرهم المعوزة.
ومنذ تلك اللحظة، تألّقت في هذا المجلس وجوه خيّرة معطاءة من النخبة المارونية الناجحة في عالم المال والأعمال والاجتماع والسياسة لتغدق من جنى أعمالها المشاريع الإنسانية عن طريق الجمعيات التابعة لهذا المجلس. ففتحت مدارس مجانية ومستوصفات ودور عجزة. وفي تلك الفترة، شهد المجلس العام الماروني تمايزًا في الرؤية السياسية بين بعض أعضائه، وسرعان ما حُسم الأمر توافقًا على إنشاء الرابطة المارونية في آب 1952 لتخرج هذه الرابطة من رحم المجلس الذي اكتفى بتوجيه عنايته إلى النواحي الخيرية والاجتماعية من دون أن يتخلّى عن دوره الوطني.
الروّاد
أنطوان بيك شحيبر | نجيب حبيب حبيقة | أنطوان ابراهيم الجلخ |
معرض الصور