المجلس العام الماروني
بيروت، في 16/12/2009
بـــــيـــــــان
اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي في الكرنتينا، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي إميل مخلوف والأعضاء، وجرى البحث في التطورات الداخلية والإقليمية. كما توقّف المجتمعون عند أبعاد الزيارتين المهمتين اللتين يقوم بهما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى واشنطن ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى بعض الدول العربية وفي طليعتها سورية. وعلى الأثر، أصدر المجتمعون البيان التالي:
أولاً: إن تأليف الحكومة على النحو التمثيلي الواسع والمعبّر عن كافة الكتل النيابية والشعبية، هو بحد ذاته إنجاز داخلي مهم على طريق الوحدة والعبور إلى دولة المؤسسات التي تصون حقوق الجميع وتحمي مفهوم الشراكة والسلم الأهلي.
ثانيا: إن تقاطع الزيارتين على مستوى المصلحة العليا للبنان، اللتين يقوم بهما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى واشنطن، ورئيس الحكومة سعد الحريري إلى بعض الدول العربية وفي طليعتها دمشق، تشكّل رغبة مشتركة من أجل إنهاء حالة التوترات والتشنّجات التي قامت نتيجة مواقف الإدارة الأميركية السابقة وما تخلّلها من استهدافات إقليمية وأحكام مُسبقة اختلط فيها الأمر على العلاقات اللبنانية- السورية وأساء إلى طبيعة التعاطي الأخوي بين البلدين.
ثالثا : أثنى الحاضرون على ما رشح من مواضيع تناولها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار المسؤولين والمتعلقة بموجبات السلام والتي تتطلّب ممارسة ضغط أميركية على الجانب الإسرائيلي لاحترام القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم لإزالة أي مسعى لتوطينهم خارج أراضيهم والالتزام بما نصّ عليه القرار 1701 الذي يُخرق كل يوم من الجانب الإسرائيلي جوًا وبحرًا وبرًا وزرع شبكات تخريبية داخل لبنان بعدما تقيّد لبنان بجيشه والقوات الدولية حرفيًا بحماية هذا القرار.
رابعا: أمل المجتمعون أن تؤدي زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري المرتقبة إلى العاصمة السورية عودة العلاقات السورية- اللبنانية إلى دفئها الأخوي بعدما اعترتها استفزازات وتشنّجات في مرحلة الحرب الأميركية على العراق وما أعقبها من أحداث دراماتيكية على الساحة اللبنانية.
خامسًا: اعتبر الأعضاء المجتمعون أن المصالحات المسيحية الداخلية التي رعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وسعت إلى تفعيلها الرابطة المارونية بمؤازرة ودعم المجلس العام الماروني، قد أسهمت إلى حدّ بعيد في تنقية الأجواء وإعادة الالتفاف حول المرجعيتين الأساسيتين المتمثلتين بالرئيس سليمان وغبطة البطريرك صفير لما يمثلانه من توجّه وطني داعم لوحدة اللبنانيين وقيام الدولة المنصفة للجميع.
سادسًا: توسّم الحاضرون خيرًا في السلوك “المتّئد” الذي ينتهجه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومعه رئيس الحكومة سعد الحريري في التعامل والتعاطي الداخلي والخارجي للوصول إلى تأمين أرضية مشتركة من الثقة التي تشكل العامود الفقري للتعاون المخلص والصادق بعيدًا من أي تشويش خارجي مغرض على وحدة اللبنانيين.
سابعًا: توقّف الأعضاء عند الجدل القائم حول إلغاء الطائفية السياسية أو بالحري إنشاء اللجنة الوطنية للنظر فيه وفق اتفاق الطائف. ورأت أن هذا الموضوع دقيق طرحه في مثل هذه الظروف معتبرين أن إنشاء الهيئة الوطنية أمر لا يتناقض مع الدستور إلا أن مسألة الوصول إلى إلغاء الطائفية السياسية تستلزم مزيدًا من الوقت لإراحة النفوس وحملها على تكوين قناعة مشتركة ومعزّزة بضمانات ترعى الجميع.
ثامنًا: نوّه أعضاء الهيئة بالحركة الاستثنائية التي يقوم بها وزير الداخلية الدكتور زياد بارود لمعالجة أزمة السير الخانقة والتي يشرف على تنفيذها شخصيًا. وما الإجراءات الفورية التي اعتمدها في تجميد الحفريات القائمة على جوانب الطرقات خلال فترة الأعياد إلا عيّنة من احترامه لمشاعر الناس والتخفيف من وطأة الضغوط على حياتهم ومعيشتهم.
ثامنًا: أبدى المجتمعون إرتياحهم إلى نجاح الحفل التقليدي السنوي الذي أقامه المجلس في فندق الفينيسيا، والذي تحلّق فيه المجتمع الوطني والرسمي والروحي والدبلوماسي بحضور الرؤساء الثلاثة ومؤدّى الرسالة التي توخاها لجمع القيادات الكبرى تحت سقف ومبادئ الإرشاد الرسولي وصورة لبنان الحقيقية.
تاسعًا:بحثت الهيئة في قضايا داخلية تتّصل بنشاطاتها الاجتماعية والإنسانية والمعيشية لما تجسّده هذه الأعمال من حركة متواصلة في خدمة لبنان وإنسانه.
عاشرًا: يتوجّه الأعضاء بالتهنئة إلى جميع اللبنانيين والمسيحيين خاصةً بعيدي الميلاد المجيد ورأس السنة راجين منه تعال أن يُسبغ في هذه المناسبة السعيدة المباركة على لبنان ليعود بلد الألفة والسلام لأهله ولكافة شعوب المنطقة.
أمانة سر المجلس