سيدي صاحب الغبطة،

قد يكون الشعار الذي رُفِعَ، “بكركي صخرةُ الخلاص”، وفي عهدِكم الذي يُجدّدُ البيعةَ لِمَن أُعطِيَ مجدَ لبنانَ، هو أبلغُ أملٍ ينشدُهُ اللبنانيونَ في هذه المرحلةِ الخطيرةِ من تاريخِ وطنِنا الحافل بالأحداث والتطوّرات والتحوّلات اليوم.

فمنذ إطلالتكُم الأولى في السُدّة البطريركية، إلتفّ جميعُ اللبنانيينَ، مرّةً جديدةً، حول بكركي كمرجعٍ وطنيٍّ، لمواجهةِ الأسئلة الكبرى، التي تُقلقُ المواطنين على مصير وحدتهم، فجاءَ شعارُكم “شركة ومحبّة” ليشدَّ الأواصرَ، ويكرّسَ معنى أن يكونَ لبنان رسالةً، ونموذجًا للعيش الواحد، بين المسيحيين والمسلمين، في هذا الشرق.

ولأنّكم راعي الأمانة الرسولية، فقد جَهدتم، منذ اليوم الأول على تسلّمكم مقاليدَ البطريركية، لمخاطبةِ رعايانا في جميع المناطق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، لأوّل مرّة، حيث كانت آخر محطّاتِ توجّهكم إلى الشوف والرميلة والجية لاستنهاض الحالة المارونية بعد سلسلةٍ من الخيبات المتلاحقة وأزمات الحروب التي أدّت إلى ما أدّت إليه من نزوحٍ ومصالحةٍ تاريخيةٍ في الجبل، تحقّقت في عهدِ سلفِكم الكبير غبطة أبينا الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى.

صاحب الغبطة،

إن لبنانَ يُعوّل كثيرًا على دعوتكم الأخيرة من المقرّ الرئاسي الصيفي في بيت الدين إلى مؤتمرٍ وطنيٍّ شاملٍ للتفاهم على عقد إجتماعيٍّ جديدٍ إستجابةً لتوسيع إطار دعوة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى إحياء هيئة الحوار الوطني، لأنها، في هذا الوقت، صمّام أمانٍ لأيّ خطرٍ يُحدق بلبنان.

لبنان مع غبطتكم هو في الحِرز، لأنّ حكمتَكم هي الضمانةُ الروحيةُ التي تُبقي على مفهوم العيش حالةً دائمة الحضور.

وعلى هذا الأمل، يتشرّف المجلس العام الماروني، رئيسًا وأعضاءَ وجمعياتٍ مارونية تابعة له، بأن يَرفعَ إلى مقامِكم السامي، وسام الصليب الأكبر للمجلس، تعبيرًا عن تقديرنا وإكبارنا لمواقفكم الوطنية التي تحفظُ لبناننا الحبيب، والتي تأتي ترسيخًا للدور التاريخي الذي لعبه البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

عشتم يا صاحب الغبطة وعاش لبنان.