بيروت، في 31/3/2010.

بــيـــان

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور الأعضاء، وجرى التداول في الأوضاع الداخلية وما يجري في الأراضي المقدّسة من محاولات لتهويد القدس. وعلى الأثر، أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: إن الخطورة التي وصلت إليها المحاولات الإسرائيلية الاستيطانية في القدس الشرقية وبناء كنيس “الخراب” تشي بمخطّط إجرامي كبير لمحو أي أثر للمعالم الدينية المسيحية والإسلامية على السواء. وهو الأمر الذي يتطلّب وقفة دولية وعربية ولبنانية لا تقتصر فقط على الإدانات والاحتجاجات بل القيام بحملة تضامن مسيحية- إسلامية بقيادة الفاتيكان لإنقاذ القدس وهويتها الدينية القائمة على شواهد مسيحية وإسلامية ثابتة وراسخة في ضمير العالم.

ثانيا: إن الوضع الداخلي يمر بسحابة شائعات عن المحكمة الدولية حيث يُروّج لها بهدف إيقاع الفتنة على خلفية مذهبية ووطنية، فالمجلس الذي أدان في مواقفه السابقة مثل هذه المحاولات الإسرائيلية الخبيثة، يدعو المواطنين إلى توخي الحذر من هذه الحملة المنظّمة لأنها أخطر من الرصاص الذي يوجَّه إلى الصدور. وهو يُعلّق أهمية بالغة على موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري المعني الأول بهذه القضية وعلى حكمته الوطنية التي تجلّت في الدعوة إلى تجاوز أضاليل شائعات “دير شبيغل” وغيرها لأنها مصدر فتنة إسرائيلية.

إن اللبنانيين، على إختلاف إتجاهاتهم، يطمحون إلى أن تتوصل المحكمة الدولية لكشف الحقيقة وراء إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأن الحقيقة تُحرّر وتُريح.

وتطرّق الحاضرون إلى ضرورة الإنكباب الحكومي على معالجة الأوضاع المعيشية والخدماتية بعد إنقضاء فترة السماح التي تقع في الشهور الثلاثة الأولى من عمرها قبل أي مُساءلة أو محاسبة. وإعتبروا أن دقة هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر تتطلّب تضافرًا سياسيًا يتعالى عن التجاذبات وتسجيل النقاط.

ثالثا: رأى الحاضرون أن إحترام مواعيد الإنتخابات أمر دستوري مسلّم به، إلا أن الإتجاه السائد لإجراء تعديلات على مشروع قانون الإنتخابات البلدية والإختيارية، الذي وضعه وزير الداخلية زياد بارود من منطلق عصري تمليه التقنيات الحديثة، قد يكون في صالح هذا التأجيل التقني المؤقت.

رابعا: أهاب المجتمعون بأن تلبي الحكومة صرخة أهالي منطقة “الجميزة” في بيروت المحقة بشأن إقلاق راحة المواطنين المقيمين فيها، لأنه لا يجوز خرق القانون بهذه الموجة الصاخبة من الضجيج والاستباحة. وثمّن الأعضاء وقوف وزير السياحة فادي عبود إلى جانب هذا المطلب على ساحة التظاهرة وعلّقوا بالتقدير للموقف الذي اتخذه وزير الداخلية زياد بارود لوضع حد لهذه المعاناة اليومية المضيّقة خناقها على سكان المحلة في منازلهم ومواقف سياراتهم.

خامسا: اعتبر الحاضرون أن ما تقوم به السلطات المعنية بمكافحة المخدرات ومصادرتها وإتلافها ينسجم مع الخطة الإنقاذية لدرء هذه الآفة عن مجتمعنا اللبناني. وطالبت أن تواكب هذه الإجراءات حملة أخرى لمكافحة تفشّي هذه الظاهرة في المدارس والجامعات بعدما شهدت تورّطًا في بعض صفوفها على خلفية تعاطي مثل هذه الممنوعات التي تضر بالعافية الصحية وتقضي على مستقبل الشباب وطموحاتهم.

سادسا: توقّف المجتمعون بخشوع وتأمّل أمام عظمة الفداء في أسبوع آلام السيد المسيح واعتبروا هذه العبرة مثالاً أعلى يُحتذى للصمود في وجه المصاعب التي تعرّض لها اللبنانيون وما زالوا يواجهونها بمقاومة روحية تستمد صلابتها من الإيمان بيوم القيامة ورمزية الإنعتاق.

سابعا: رأى الحاضرون أن أرض لبنان تزداد قداسة مع قافلة القديسين المكرّسين من أعلى سلطة روحية في العالم، وهي سيرة ومسيرة مستمرة مع تطويب وجه إكليريكي جديد هو الأخ إسطفان نعمة التابع للرهبنة اللبنانية الذي إتّشح ثوب الابتداء سنة 1905. وإنها لَشهادة جديدة على عظمة الروح المتجذّرة في هذه الأرض والتي أنجبت وتُنجب دومًا أتقياء عظامًا في مستوى القداسة.

ثامنا: توجّه الحاضرون بالتهنئة القلبية إلى اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا، بعد ظاهرة الاحتفال الموحّدة زمنيًا في جميع الكنائس الشرقية والغربية، بعيدي الشعانين والفصح المجيد لما يرمزان إليه من مغزى عميق لدخول السيد المسيح مدينة أورشليم وانتصاره على الموت في يوم القيامة.

                                                                                                                             أمانة سر المجلس