بيروت في 14/01/2010
بيان
اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي في الكرنتينا، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي إميل مخلوف والأعضاء، وجرى التداول في نتائج الزيارات الخارجية التي قام بها رئيس الجمهورية والحكومة إلى عواصم القرار الدولي والتأثير الإقليمي. كما جرى البحث في التعيينات الإدارية والأمنية والخطوات المتّخذة لإحياء ذكرى شفيع الطائفة مار مارون الـ 1600 وشؤونًا معيشية وإجتماعية. وعلى الأثر، أصدر المجتمعون البيان التالي
أولاً: أثنى الأعضاء الحاضرون على لحركة الخارجية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في إتجاه باريس وواشنطن لإطلاع الرئيسين الفرنسي والأميركي على تصميم لبنان مواصلة الإلتزام بالقرارات الدولية، وعلى الأخص القرار 1701 رغم الخرق الإسرائيلي اليومي له برًا وجوًا وبحرًا، وانتهاكًا داخليًا بواسطة العملاء. كما ثمّنت الهيئة المجتمعة موقف رئيس الجمهورية خلال مباحثاته الأميركية عندما أوضح للرئيس باراك أوباما أهمية فهم وضع سلاح المقاومة، بإعتباره شأنا لبنانيًا داخليًا يُبحث على طاولة الحوار الوطني.
ثانيا: أبدى المجتمعون إرتياحهم العميق للزيارة التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى دمشق، متجاوزًا أعراض الماضي، واعتبروها فرصة نادرة لتصحيح العلاقات اللبنانية- السورية على أسس متبادلة من الثقة والتعاطي المسؤول مع القضايا التي تمس أمن البلدين والاتفاقات المعقودة التي يرعاها المجلس الأعلى اللبناني- السوري، والتي لا تتعارض مع وجود التمثيل الدبلوماسي على غرار ما حصل في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي. لأن مثل هذا الأمر يشكّل حجر الأساس لعلاقة وطيدة تكرّس التمييز القائم في العلاقات. كما توقّف الأعضاء عند زيارة رئيس الحكومة إلى تركيا، باعتبارها عرّابًا خفيًا للمصالحات العربية عامة واللبنانية خاصة. وقد رأوا في هذه الزيارة تطويرا مهما على صعيد تفعيل العلاقات الثنائية بين لبنان وتركيا، وإعتبروا أن ما وُقّع من اتفاقات على صعيد فتح الحدود وإلغاء تأشيرات الدخول لتسهيل التنقّل والتعامل، ليس بين البلدين وحسب، بل يندرج ضمن استراتيجية واسعة تنتهجها سورية وتركيا لخلق بيئة اقتصادية متكاملة إقليميًا تُبنى عليها المصالحات والمصالح، كما حدث في الرؤية العقلانية للوساطة التركية- السورية الجائلة وصولاً إلى القاهرة أخيرًا لحل الإشكالات بين الفلسطينيين في ظل خطر إسرائيلي يتهدّد مصير مشروع الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
ثالثا : تناول المجتمعون موضوع التعيينات الإدارية والأمنية وعوّلوا على أن تكون متأنية ومناصفة، لأن عليها سوف تبنى نواة إصلاحية للإدارة اللبنانية بعد طول غياب وإهمال وفوضى. وأملوا أن تصدر الحكومة هذه التعيينات قريبا لملء شواغر الفئة الأولى نظرًا لدنو استحقاقات إنتخابية على صعيد البلديات في غياب مدير أصيل للداخلية وغيرها. واعتبروا أن معيار الكفاءة هو خير محك لاختيار رجل العلم والنزاهة لشغل مثل هذه الوظائف، وهو أمر مُجمَع عليه، ولا مبرّر لأي تأخير ما دامت المواصفات المطلوبة محدّدة.
رابعا: رحب الحاضرون بما ورد في بيان المطارنة الموارنة الشهري من إشادة بالزيارات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة لتوثيق روابط الصداقة بين لبنان ودول العالم معتبرين أنها تعيد إدراجه إلى صلب الإهتمامات الإقليمية والدولية. كما أكدوا دعمهم للنداء الذي أهاب فيه الأحبار الموارنة بالحكومات لتتحمل مسؤولياتها في حماية دور العبادة إحتراما لحرية المعتقد وحق الناس في العيش بسلام.
خامسا: تطرّق المجتمعون إلى ما جاء في المؤتمر الصحافي لرئيس المجلس النيابي الأستاذ نبيه بري حول إعادة طرحه موضوع تأليف الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، واعتبروا ما ساقه من مقدّمات مبررًا كافيًا لتخفيف الحالة الطائفية قبل الشروع في أي بحث جوهري، لاسيما منها تحويل الإعلام المرئي والمسموع إلى متاريس إجتماعية ووطنية عوض المتاريس الطائفية، وتوحيد القراءة التاريخية في كتاب موحّد، ناهيك بإجراء تعديلات على قوانين النقابات والأحزاب لتتلاءم مرحليًا مع خطة التحوّل التدريجي إلى مفهوم إجتماعي ووطني.
سادسا: توقّف الأعضاء أمام ذكرى اليوبيل الـ 1600 لمار مارون، شفيع الطائفة المارونية الكريمة، وبحثوا في الإجراءات المتّخذة تحضيرا للإحتفالات التي ستقام بمناسبة هذا الحدث اليوبيلي لتأتي منسجمة مع الدور التاريخي الكبير الذي لعبه هذا القديس المناضل في إنقاذ موارنته من المكائد والكمائن ولجوئهم إلى لبنان لممارسة شعائرهم بحرية مطلقة جعلتهم صِنوًا لاستقلاله وكيانه الحر، وخصوصًا في مرحلة الهيمنة العثمانية على دول المنطقة والتي دامت أربعماية عام.
سابعا: إطّلع المجتمعون على تقارير ونتائج توزيع المساعدات الغذائية والمنح التي قدّمها المجلس في مرحلة الأعياد، وأبدوا إرتياحهم للإمتنان الذي تركته في النفوس. واتّفقوا على مواصلة تأمين كل التقديمات المعيشية والطبية والمدرسية والتي من شأنها أن تخفّف وطأة الأعباء، ولو بالقليل المتاح.
ثامنـا: تمنى المجتمعون أن يكون العام 2010 عام سلام عميم على لبنان والمنطقة بعد انعكاس المصالحات العربية خيرًا وتعاونًا لما فيه مصلحة الوطن بجميع أطيافه.
امانة سر المجلس