بيروت، في 5/5/2010.

بــيـــان

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور الأعضاء، وجرى التداول في الأوضاع الداخلية والإقليمية. وعلى الأثر، أصدر المجتمعون البيان التالي:

 أولاً: إن تحقيق الإنجاز الانتخابي البلدي والاختياري هو بحد ذاته مدعاة فخر واعتزاز تطبيقًا لنظامنا الديمقراطي على صعيد تداول السلطة واحترام المواعيد الدستورية التي حرص رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على إيلائها أهمية قُصوى لأنها تمثّل قدرة اللبنانيين على تولّي أمورهم وأقدارهم في أصعب الظروف التي تعصف بالمنطقة. وأشاد المجتمعون بالروحية والغيرة التي تحلّى بها المتنافسون من منطلق إنمائي بعيد عن السياسة، وفي إطار من البرامج الإنمائية التي تخدم الجميع بلا استثناء، ما أضفى عليها طابعًا حضاريًا تتضاءل عنده الخسارة والفوز. وقد أسهم سهر وزير الداخلية زياد بارود، لوجستيًا، في تأمين مناخ لا تشوبه شوائب التدخلاّت السياسية والحزبية وإبقاء التنافس في إطار مفهوم وطني وسباقٍ إلى الخدمة العامة لإنعاش المناطق بمشاريع مُجدية. كما كان للجيش بقيادة العماد جان قهوجي دورٌ أساسي في حماية هذا الإنجاز ككل مرة وبقائه على مسافة واحدة من الجميع.

  ثانيا: توقّف الأعضاء عند التهديدات الإسرائيلية التي دأب القادة الإسرائيليون على توجيهها إلى حكومة لبنان وتحذيرها من مغبّة تهريب السلاح من سورية إلى حزب الله، وكان آخرها تهديد شيمون بيريز مدّعيًا أنه يملك أدلة على نقل صواريخ سكود إلى المقاومة. واعتبروا أن هذه الادّعاءات والشائعات الباطلة تشبه، إلى حد بعيد، إفتعال واستغلال محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن شلومو أرغوف لاجتياح لبنان عام 1982. وحذّر الحاضرون من أن تكون إسرائيل تُعد العدّة لحرب جديدة على لبنان غير عابئة بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701، بعدما سجّلت في ظلّه مئات الخروق في موازاة إلتزام لبنان والمقاومة بأحكامه بشهادة قيادات اليونيفيل والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وحثّ المجتمعون الجميع على ضرورة الحفاظ على وحدتهم وتضامنهم في وجه أي عدوان جديد مع تسلّم لبنان رئاسة مجلس الأمن هذا الشهر، والتحدّيات التي يمكن أن تثيرها في وجهه دعايات اللوبي اليهودي بهدف خلق حالة إنقسام في لبنان عند التصويت على العقوبات الدولية بحق إيران على خلفية ملفّها النووي.

ثالثًا: توسّم الحاضرون ان يكون هذا الصيف واعدًا للبنانيين رغم الجلبة الإعلامية التهديدية التي تحاول إسرائيل أن تعكّر فيها صفو موسمه السياحي ككل مرة.

رابعًا: اعتبر الأعضاء أن جريمة الثأر والاقتصاص التي أخذها الأهالي على عاتقهم وبأيديهم في كترمايا تُعبّر عن فظاعة وبشاعة الجريمة التي إرتكبها الجاني بحق عائلة آمنة وأطفال أبرياء إلا أننا نرى مهما كانت المبررات والأعذار فإن العدالة هي شأن قضائي يقع على عاتق الدولة دون سواها.

خامسا: تداول المجتمعون في نتائج زيارة رئيس المجلس  الوزير السابق وديع الخازن إلى حاضرة الفاتيكان ولقاءاته بكل من رئيس الوزراء الكاردينال ترسيسيو برتوني ووزير الخارجية المونسنيور دومينيك مامبرتي وأمين سر الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري. ورأوا أنها تلبي تطلّعات الإرشاد الرسولي لتعزيز علاقة المسيحيين بمحيطهم العربي في المنطقة، ولاسيما بعدما تحوّل هذا الإرشاد إلى مطلب وطني في الوجدان الإسلامي العام القائم على الشراكة والتفاعل. وحمل الخازن إلى أعضاء المجلس تطمينًا بابويًا بدعم هذا التوجّه في ميثاق العيش المشترك الذي انعكس تفاهمًا عميقًا في البُعد الوطني بين الرئاسات الثلاث، وأهمية تعزيز دور الرئاسة الأولى بالصلاحيات حتى تتمكّن من تأمين التوافق وحسم الخلافات القائمة بين السلطات.

سادسا: أشاد الحاضرون بتحرّك قداسة الحبر الأعظم البابا بينديكتوس السادس عشر في اتجاه المنطقة والدول المُحيطة بها لدى زيارته المرتقبة إلى قبرص في حزيران المقبل، إستجابةً للمساعي التي قام بها غبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير في هذا الخصوص، وأملوا أن تشكّل هذه المناسبة التاريخية منعطفًا جديدًا نحو الوحدة القبرصية كما كانت في عهد الرئيس الراحل المطران مكاريوس، مذكّرين بأهمية انعقاد سينودس من أجل المسيحيين المشرقيين في الخريف المقبل (Lineamenta) لطرح حلول عملية على غرار السينودس من أجل لبنان الذي انعقد في العام 1995.

سابعا:  ركّز المجتمعون على ضرورة المشاركة في حفل تطويب الأخ إسطفان نعمة في 27 حزيران المقبل في دير كفيفان باعتبارها مناسبة روحية ووطنية في لبنان وفي أرجاء الحضور المسيحي المنتشر في العالم.

ثامنا: بحث الأعضاء في شؤون تهمّ المواطنين في مشاكلهم اليومية والمعيشية نظرًا للظروف الصعبة التي يمرون بها والتي تستوجب من المجلس عناية قصوى في حدود إمكاناته المُتاحة على المساعدة.

                                                            أمانة سر المجلس