بيروت، في 22/10/2010.

بـــــيـــــــان

        عقدت الهيئة العامة للمجلس العام الماروني جلسة عادية في مقره المركزي في الكرنتينا، برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن وحضور الأعضاء، وتداولت في المناقشات القائمة في السينودس الثاني حول مخاطر الهجرات المسيحية في دول الشرق الأوسط لتفريغ المنطقة من وجهها الحضاري الذي عرفته طيلة نشوء الأديان السماوية ما بين المسيحية والإسلام. وتناولت أبعاد اللقاء الخاطف بين الرئيس الدكتور بشار الأسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وثبات الموقف الذي ظلّلته القمة الثلاثية في بعبدا التي استضافها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لجهة حماية الإستقرار الداخلي في لبنان وشؤونًا ضاغطة منها ما هو معيشي وآخر حياتي. وعلى الأثر، أصدرت البيان التالي:

 أولاً:   توقّف المجتمعون طويلاً أمام ما جرى تداوله في السينودس الثاني لتدارك مخاطر الهجرات المسيحية المتوالية من القدس، مهد السيد المسيح وقبلة المسلمين، نتيجة الإجراءات الزجرية التي تتّخذها إسرائيل بحق أصحاب الأرض الأصليين، أكانوا مسيحيين أم مسلمين، بهدف إفراغ الأماكن المقدّسة من أي وجود غير يهودي تمهيدًا لإعلانها عاصمة “أبدية لإسرائيل” كما يروّجون.

واعتبر الحاضرون أن ما يجري من مناورات إسرائيلية على صعيد المفاوضات، لا يبشّر إلاّ بتكريس “يهودية” الدولة العنصرية.

كما تطرّق الأعضاء إلى مناقشات السينودس لحق المسيحيين في استرجاع أملاكهم من الشطر التركي لقبرص والتي كرّسها قداسة الحبر الأعظم همًّا من هموم الفاتيكان لحماية حقوق المسيحيين في المنطقة. وقد كان لرئيس المجلس العام الماروني وأعضاء الوفد المرافق مساعٍ مع الرئيس القبرصي ديمتريس كريستوفياس لاستعادة هذه الحقوق ومواكبة الحملة البابوية في السعي إليها.

وسيكون للمجلس العام الماروني موقفًا واضحًا فيما يعود لمسيحيي العراق في المستقبل القريب.

ثانيا:    تناول الحاضرون التطوّرات الأخيرة على الصعيد الداخلي والتي كادت أن تنزلق إلى خطوات تشلّ الحياة السياسية وتهز الوضع الأمني المضطرب أصلاً على وقع الخطابات المتشنّجة على خلفية القرار الظني ومدى صدقية المحكمة الدولية بإلتزام الحياد القضائي في أحكامها.

          ورأى المجتمعون أن بالإمكان حلّ القضية لبنانيًا مهما كان من قرار سيصدر عن هذه المحكمة، وأن كشف المتورّطين بإفادات كاذبة كما إعتبرها رئيس الحكومة سعد الحريري، في حديثه إلى جريدة “الشرق الأوسط”، قد أساءت إلى العلاقات اللبنانية السورية في المرحلة التي أعقبت إغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري، مما يمكن أن ينير مجرى التحقيقات وصولاً إلى الحقيقة التي تحرّر الجميع من عبء الشكوك المتبادلة. 

ثالثًا:    أعرب المجتمعون عن إرتياحهم لسياسة “الإحتواء” الداخلية التي يقودها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي لفصل الأمن عن السياسة واعتباره خطًا أحمر أمام الجميع.

         وما الإجتماعات الهادئة والسائدة في مجلس النواب ومجلس الوزراء إلاّ من قبيل إقناع الجميع بأن لا سبيل إلى حلّ المشكلات إلاّ تحت سقف الدولة الذي يتّسع لجميع أبنائه. 

 

رابعًا: اعتبر المجتمعون أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كانت إيجابية من خلال تداعيات التهدئة التي أعقبت هذه الزيارة والتي تجلّت بحركة سورية- سعودية في اللقاء الأخير بين الرئيس الدكتور بشار الأسد والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والتطمينات التي حملها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لدى لقائه الأخير مع الرئيس بشار الأسد حول ضمان حماية لبنان من أي جنوح نحو الفتنة الداخلية. إذ ليس من مصلحة أحد الذهاب إلى مواجهة مذهبية أو طائفية، فلا حزب الله بحاجة إلى تأكيد ثقله في المعادلة الداخلية والإقليمية، ولا المعترضون على تحفّظاته وشكوكه بشأن المحكمة الدولية هم في وارد الإنجرار إلى صدام، وهو غير متكافئ أصلاً.

      كما أن إيران بلسان رئيسها في بيروت، وسورية بلسان رئيسها مرارًا وتكرارًا، والمملكة العربية السعودية، يحرصون على درء أية فتنة في لبنان والمنطقة لأنها تحوّل الأنظار عمّا تفعله إسرائيل في زحفها الإستيطاني من تغيير لمعالم القدس والضفة الغربية تحت جنح الإنفتاح على مفاوضات مباشرة مع السلطة الفلسطينية.

خامسًا: ناشد الأعضاء المجتمعون الحكومة إيلاء الوضع المعيشي إهتمامًا إستثنائيًا لأن المواطن بات ينوء بأعباء لا طائل له على تحمّلها مع الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأولية سواء الخضار أو الفاكهة المنتجة محليًا. واعتبر أن لا مبرّر لهذه “الفورة” المفتعلة في الأسعار التي تجاوزت أسعار الأعياد.

سادسًا: توقّف المجتمعون عند المحاولات الحثيثة التي قام بها وزير الداخلية زياد بارود لحماية أمن اللبنانيين في تنقّلاتهم، فوجدوا أن الإجراءات التي اتّخذها وسهر على تنفيذها لن تكون كافية ما دام البعض ما زال مستهترًا بحياة الناس قبل نفسهم مع السرعة الجنونية التي يقودون بها مركباتهم. وطالب الحاضرون باستنفار عام للقوى الأمنية للحدّ من فوضى الحوادث المميتة على الطرقات كل يوم والتي فاقت كل حد مهما تطلّب الأمر من تضحيات.

 سابعًا: أكّد المجتمعون على وعد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والذي أطلقه في زياراته الإغترابية بتأمين حق الإقتراع للبنانيين الذين يحملون هويات لبنانية أو يرغبون باستعادتها، وأن وزارة الداخلية أنجزت إعداد اللوائح للإنتخابات النيابية عام 2013. وحثّ الحاضرون تفعيل لوجستية السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج، لأن في ذلك مصلحة للبنان في إشتراك اللبنانيين في مسؤولياتهم الوطنية “الأم” لجهة المساعدة مع حكومات البلدان التي اكتسبوا الجنسية فيها أو لناحية الإستثمار في مشاريع منتجة في لبنان تساعد على الحدّ من هجرة الأبناء إلى الخارج.                                                                                     

                                                                          أمانة سر المجلس