بيروت، في 17/11/2010.

بــيـــان 

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وجرى التداول في الشؤون الداخلية والإقليمية والإجتماعية. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: توقّف المجتمعون أمام الإستحقاقات الإقليمية المنفرجة مستبشرين بانعكاسها خيرًا على لبنان لاسيما بعد توصّل الأفرقاء في العراق على تفاهم حول تشكيل الحكومة الجديدة بعد تسعة شهور من المخاض العسير. كما أملوا بتقدّم المحادثات القائمة بين فتح وحماس على طريق المصالحة الفلسطينية في دمشق توصّلاً إلى تعزيز وتقوية الموقف الفلسطيني في المفاوضات، خصوصًا بعد صدور مؤشّرات جديدة ضاغطة في إتجاه تجميد الإستيطان، فضلاً عن الموعد الجديد لمعاودة الحوار حول الملف النووي الإيراني في 5 كانون الأول. لأن كل هذه المعطيات تخدم المناخ المستجد لحلحلة حلقات التفاهم وتعزيز المظلّة السورية- السعودية لتثبيت دعائم الإستقرار في لبنان.

ثانيا: ثمّن الحاضرون ما جاء على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الشق المتعلّق والمعوّل على التفاهم السوري- السعودي وعلى المنحى المطلوب للإلتزام به سقفًا لحماية السلم الأهلي في لبنان.

ثالثًا: تخوّف الحاضرون من إطالة الأزمة العالقة داخل الحكومة وسط ترقّب لصدور القرار الظني الذي كفلت إحتواءه التفاهمات السورية- السعودية لدرء شرور الفتنة. واعتبرت أن المشكلات اليومية التي يعاني منها المواطنون على صعيد مستلزمات عيشهم وحياتهم تستحق الإهتمام والعناية القصوى، لأن الغلاء لا يرحم الناس وهو كافر ومكفر ويعمّق النقمة الإجتماعية على الأوضاع السائدة. وأعطوا الأولوية لهذا الملف قبل أن يتحوّل إلى إنتفاضة شعبية في وجه الحكومة ويزيد من تأزيم الوضع السياسي المتشنّج أصلا. وركّزوا على تسريع إجراء التعيينات الإدارية التي تساعد في تحريك عجلة خدمات المواطنين. 

رابعًا: أهاب المجتمعون بالقيادات اللبنانية أن تكفّ عن التراشق الإعلامي تحسّبًا لِما سيحمله القرار الظني في طيّاته من كمائن سياسية إذا صحّت التكهّنات بما سُرّب، وناشدوا الأفرقاء التحلّي بالحكمة الوطنية وألاّ ينجرفوا في الإجتهادات على ما سيصدر، خصوصًا بعدما لُدغوا من التجربة الماضية عندما صوّبوا الإتهام السياسي إلى سورية قبل أن تذهب مفاعيل هذا الإتهام مع زوال الأسباب التي دعت إليه.

خامسًا: طالب الحاضرون بالتمسّك بروح الوحدة التي ميّزت مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والحكومة الشيخ سعد الحريري في خطواتهم الوازنة حفاظًا على عدم تغليب منطق على آخر وإصرارهم على اعتماد الحوار سبيلاً لتجاوز المحنة بمساعدة القمة الثلاثية التي عُقدت في بعبدا والتي سوف تظهر نتائجها في احتواء سلبيات أي قرار ظني وفي إحداث تعديلات لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية وإنشاء مجلسًا للشيوخ.

سادسًا: أشاد المجتمعون بالخطوات والإجراءت التي إتّخذها وزير الداخلية زياد بارود للحد من حوادث الموت على الطرقات. واعتبروا أن نشر الكاميرات الراصدة للسرعة تجربة ناجحة بدليل أنها عكست تراجعًا في حوادث السير المروّعة خلال هذا العام.

سابعًا: دعا الحاضرون المراجع المسيحية والإسلمية إلى عقد لقاءات في لبنان تحت سقف ما صدر من مقرّرات في السينودس الثاني قبل صدور إرشاده الرسولي للبحث في كيفية الحفاظ على الوجود المسيحي المتجذّر في هذا الشرق والذي يشكّل مع مسلميه مصدر غنى وأمان في وجه الطفرات المتطرّفة والموصومة بالإرهاب والإسلام منها براء، وناشدوا الحكومة العراقية المزمع تشكيلها أن تتّخذ إجراءات مشدّدة رادعة لحماية المسيحيين من الهجمات الإرهابية التي تستهدف بقاءهم في محيطهم الطبيعي الذي أغنوا حضارته وأثروا تراثه. واعتبروا أن دور البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير مركزيّ في هذا المجال وأبوابه مفتوحة على الجميع.

ثامنًا: شدّد الأعضاء على ضرورة إيلاء مشروع قانون للإنتخابات النيابية المقبلة في 2013 الأهمية القصوى لئلاّ يُدهَمنا عامل الوقت، كما في كل مرّة، ونعود إلى إنتاج مجلس لا يعبّر في الغالب عن تطلّعات الشباب،   كما أكّدوا على المضي قدمًا في مشروع تنظيم وتأمين الماكينة الإنتخابية في عالم الإنتشار اللبناني وفق التصوّرات التي وضعها وزير الداخلية زياد بارود لتفعيل لوجستية الإعداد والعمل لاستكمالها.

       واعتبروا أن المشاركة الإغترابية في حق التصويت هو أمر مقدّس للمواطنين الذين يرفدون أهاليهم وأقرباءهم بمساعدة نافت هذه السنة عن عشرة مليارات دولار. فأقل الإيمان أن يحق لهم ما يحق لسواهم في الدول التي لا تتنكّر لبنيها إذا ما اضطرّوا إلى الهجرة قسرًا ولم ينسوا واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه مجتمعهم. واعتبروا أن هذه المشاركة تشكّل حجر الأساس لعودة المغتربين يومًا إلى ديارهم واستثمار مدّخراتهم في وطنهم الأم.

تاسعًا: بحث المجتمعون في قضايا إدارية وإنسانية للتخفيف من أعباء الأُسر المحتاجة في مثل هذه الظروف القاسية، واتّخذوا جُملة إجراءات لتقديم مساعدات عينية قبل حلول أعياد الميلاد ورأس السنة تحسّسًا منهم بحاجة الناس إلى مسحة من الفرح في مثل هذه المناسبات.

عاشرًا: توجّه أعضاء الهيئة بأحرّ التهاني بعيد الأضحى المبارك إلى الطائفة الإسلامية الكريمة وجميع اللبنانيين المعايدين معها راجيةً أن تكون هذه المناسبة فاتحة خير على الحالة المأزومة في البلاد. وأسفوا أن تحلّ هذه الأعياد المباركة في ظل أزمة معيشية لا تسمح لأصحاب العيد عمومًا بتأمين المستلزمات الضرورية لإضفاء بهجة المناسبة.

                                                                                                                                                                                                             أمانة سر المجلس