بيروت، في 24/02/2011.

 

بــيـــان

 

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتدارست مواضيع راهنة متّصلة بتكريس شفيع طائفتها القديس مار مارون بمناسبة مرور 1600 عام على وفاته بين خالدي الساحة الفاتيكانية بمشاركة البطريرك صفير ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. كما تداولت في الوضع الحكومي المراوح مكانه والتطوّرات المتسارعة في المنطقة. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: توقّفت الهيئة طويلاً أمام الحدث الذهبي لإحياء ذكرى مرور 1600 عام على وفاة شفيع الطائفة المارونية والاحتفالات المستمرة حولها والتي تُوّجت أمس بإقامة تمثال له في ساحة الفاتيكان بين الخالدين وذلك بحضور البطريرك صفير ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. واعتبرت هذا الحدث تعبيرًا عن إهتمام الكرسي الرسولية بأوضاع المسيحيين عمومًا والموارنة خصوصًا في هذا الشرق كرمزية تاريخية لمعنى الرسالة التي يحملونها لتكريس واقع تعايش الأديان والحضارات والثقافات والشعوب.

ثانيا: أمل المجتمعون بأن يكون تشكيل الحكومة العتيدة مناسبة وطنية جامعة للبناء عليها حتى يُؤتى بوجوه ترمز إلى حركة التغيير في العقلية والنهج السائدين واللذين أوقعا البلاد في عجز ثقيل يصعب الخروج من أوزاره. ورأوا أن يكون البرنامج الحكومي قائمًا على استحداث قانون إنتخابي جديد حتى تستقيم معادلة التمثيل بما يعبّر عن تطلّعات الناس الوطنية وليست الطوائف الحصصية.

      واعتبر الأعضاء أن إجماع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي على حكومة “وطنية” لا ينفرد فيها أحد على أحد وغير إستفزازية لصيغة العيش الواحد، تمثّل قمة الميثاقية والتوجّه الوفاقي الذي لا بديل عنه في لبنان. خصوصًا  في ظل التحديات العاصفة في دول المنطقة وما تخبّئه الأيام المقبلة في القرار الإتهامي من مفاجآت قد لا تكون سارة على خلفية ما سُرّب من أخبار عنها. كما أن الوضع المتوتّر الذي استجدّ في العديسة وما يرافقه من تحرّكات إسرائيلية مريبة يحتّم اللجوء إلى الشراكة أكثر من أي يوم مضى لمواجهة الخطر متضامنين في وحدة حكومية لا مفرّ منها.

ثالثًا: حيّا الحاضرون موجة الانتفاضات الشعبية القائمة في دول المنطقة لأنها نابعة من ظمأ الناس إلى التغيير. وأملوا أن تشكّل هذه الموجة الجديدة يقظة في الضمائر الحية لانتهاج سياسة تخدم الشعب وليس الرموز والأصنام.

رابعًا: ناشد الحاضرون حكومة تصريف الأعمال في الفترة الفاصلة مع تشكيل الحكومة الجديدة برعاية متطلّبات الأوضاع المعيشية وإيلائها العناية القصوى ريثما يُصار إلى حلول جذرية تأخذها الحكومة العتيدة بحلول حاسمة.

خامسًا: إنتقد المجتمعون ظاهرة التشويش التي تستهدف حرية الفضائيات اللبنانية واعتبروها جزءًا من بقايا الماضي المرتحلة برموزها التي لا تقيم وزنًا للحريات العامة وحقوق الناس.

       وأدانوا من هذا المنطلق كل مسّ بحرية التعبير، أكان على صعيد فردي أو جماعي أو إعلامي.

سادسًا: أعلن المجتمعون تضامنهم مع الهيئات المصرفية في الدفاع عن نزاهة السمعة المصرفية لأنها تشكّل صمّام أمان للبنان الذي ينعم باقتصاد جاذب برغم الأحوال السياسية غير المستقرّة.

سابعًا: دعا الحاضرون القيادات المسيحية إلى تحصين وحدة المسيحيين في الأجواء التي تستهدف وجودهم في بعض دول المنطقة وإلى التعالي عن مصالحهم الخاصة التي تضيع بوصلتهم الأساسية والتي حدّدها الإرشاد الرسولي للانفتاح على محيطهم الأوسع والتفاعل مع قضاياه بمعزل عن السباق القائم بين نظرتين ومشروعين.

ثامنًا:  أكْبَرَ المجتمعون الدور الريادي الذي لعبته الكنيسة المارونية في عهد بطريركها الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير في الحياة الوطنية برغم الظروف القاسية التي عصفت بالبلاد نتيجة الأحداث المأساوية والتقلّبات السياسية.

       ورأوا أن استقالة غبطته تمثّل قمة الإرتفاع إلى مصاف الكبار في التجرّد ونكران الذات رغم الحاجة إلى مديد الحكمة التي أدار بها سيّد بكركي الدور الطليعي للكنيسة المارونية.

تاسعًا: تدارس الأعضاء الشؤون الإدارية والخدماتية في كافة القطاعات التي تؤمّن حاجة الناس إلى المساعدة في تقديمات عينية وصحية وتأمين أدوية وفرص عمل. كما تطرّق التداول إلى كيفية تفعيل العمل في التواصل القائم بين الجمعيات التابعة للمجلس.

 

                                                                                 أمانة سر المجلس