بيروت، في 04/05/2011.

 

بــيـــان

 

      اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول الحاضرون في الأوضاع الداخلية والتطوّرات الإقليمية المتّصلة. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: حَيّا الحاضرون مشاركة لبنان في إحتفال إعلان قداسة الحبر الأعظم الراحل البابا يوحنا بولس الثاني طوباويًا، لِما مثّله هذا الحبر العظيم من قيمة روحية حرّكت الشباب الكاثوليكي في العالم، وبالأخص في لبنان عندما حضر لإعلان الإرشاد الرسولي وإعلان لبنان رسالة تتجاوز حدود الوطن عام 1997.  واعتبروا أن ذهاب غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان، على رأس وفد حبري ووطني، يجسّد قمة التكريم لِمَن شهد لبنان في عهده مباركة وتطويب قديسين من لبنان.

ثانيًا: رأى المجتمعون أن لا خوف على مصير المسيحيين، في ظل توجّهات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والتي جسّدت حوله منذ لحظة إنتخابه إلتفافًا وطنيًا منقطع النظير، معلنين تأييدهم للخطوات التي يخطوها غبطته في إتجاه لمّ الشمل الوطني بدءًا من قيادات الطائفة المارونية، إلى القمة الروحية المسيحية- الإسلامية المقبلة التي ستكرّس مبدأ وحدة الطوائف في هذه اللحظات الحساسة التي تمر بها دول المنطقة. واعتبروا أن دور بكركي سوف يكون في المرحلة المقبلة تاريخيًا على مستوى المصالحة الوطنية وليس المارونية وحسب.

ثالثًا: رأى الأعضاء أن ما تمرّ به سورية اليوم، في الحُميات الشعبية القائمة في المنطقة، أخفّ وطأة من سائر الدول التي تتعرّض لضغوط داخلية. وتمنّى الحاضرون أن تستقر الأوضاع في الدولة الشقيقة لأن في استقرارها مأمنًا للأوضاع في لبنان.

 رابعًا: إعتبر المجتمعون أن الأزمة المعيشية المتردّية تتطلّب إستنفارًا وطنيًا لتخطّي أزمة التأليف الحكومي، لأن بقاء الشلل والتعطيل هو تدمير لهيبة الدولة واستباحة للقوانين التي تحصّن حقوق المواطنين. ورأوا أن عدم التوصّل إلى تشكيلة حكومية أفضى إلى تعدّيات على الأملاك العامة في الحرم الذي يهدّد سلامة مطار رفيق الحريري الدولي، كما أنه يقضي على معالم السياحة على الشاطئ الممتد من الزهراني حتى مشارف صور. وأيّدوا الإجراءات الميدانية، التي أشرف عليها وزير الداخلية زياد بارود، وإصراره على إزالة هذه التعديات مهما كانت الإعتبارات والشفاعات. معتبرين أن إعلان عزوفه عن الداخلية التي سجل فيها إنجازات، أهمها إجراء إنتخابات نيابية نزيهة، هو بمنزلة الترفّع عن المناصب والكراسي.

خامسًا: طالب الأعضاء، في ظل إستعصاء الإتفاق على تأليف الحكومة في اللحظة الراهنة، بتحرّك حكومة تصريف الأعمال لمواجهة أزمة إرتفاع صفيحة البنزين والمشتقات النفطية الأخرى، لأن استمرار الإرتفاع في أسعار النفط عالميًا قد يُدخل لبنان في أزمة غلاء عامة لم يعرفها في تاريخه. وأكّدوا على دعوة القيادات المختلفة على تحييد الخلافات والصراعات عن لقمة العيش لئلاّ تنفجر أزمة إجتماعية بدأت طلائعها الساخطة في الدعوات إلى تظاهرات عمّالية ونقابية خلال هذا الشهر.

سادسًا: ناشد الحاضرون جميع المسؤولين إلى التشدّد وأخذ أقصى درجات اليقظة والحيطة مِمّا تنعكس تداعياته في المنطقة على لبنان. فبقدر ما تطوق بؤر الفتن، سواء في بعض المظاهر السلفية الشاذة أو داخل المخيّمات الفلسطينية، بالقدر ذاته نحمي الساحة من أي خرق أو إستدراج. ورحّب الحاضرون بالعملية فائقة النوعية التي حققتها فرقة من القوات الخاصة الأميركية لمحوِ وجه بشع من ذاكرة الأميركيين والعالم بإرهابه ودعواته المتطرفة إلى العنف وإعتبروها إنجازًا ضخمًا لمكافحة الإرهاب ومعاقبة رؤؤسه مهما طال الزمن.

سابعًا: رأى الأعضاء ضرورة تعالي الأفرقاء عن السجالات التي تعزّز الإحتدام الداخلي ولا تخدم تحصين الوضع العام، في ظلّ هواجس من أن تُقدم إسرائيل على مغامرة عسكرية مستغلةً إنشغال دول المنطقة في معالجة أوضاعها الداخلية.

ثامنًا:  أهاب الحاضرون بالمسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن يعيدوا الإعتبار إلى هيئة الحوار الوطني، نظرًا لدقة الظروف التي يمر بها لبنان في دوامة ما يحدث في المنطقة والجوار.

تاسعًا: تداول المجتمعون في شؤون المساعدات العينية التي يقدّمها المجلس لأُسَر بحاجة إليها. كما بحثوا في تفعيل تقديم الأدوية اللازمة وخصوصًا تلك التي تُصَنّف مزمنة، ومحاولة تسريع ذلك عبر القنوات المتبرّعة من دول خارجية.

                                                                                 أمانة سر المجلس