المجلس العام الماروني

                                                                                            بيروت، في 03/08/2011.

بـــيـــان

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول الحاضرون في الأوضاع الداخلية والإقليمية نظرًا لترابط الأحداث وتفاعلاتها. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:

أولاً: أكّد الأعضاء على أهمية دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى إنعقاد هيئة الحوار الوطني لِما له من أهمية في هذه الظروف الدقيقة بالذات، وما تمر به سورية من أحداث داخلية أليمة نتيجة التحديات الخارجية على موقفها وموقعها الإقليمي في معادلة السلام والحرب في المنطقة.

وأهاب الحاضرون بتوخّي الحذر واليقظة نظرًا لمخاطر أي إنزلاق طائفي ومذهبي قد يؤثّر بتداعياته على لبنان.

ثانيًا: حيّا المجتمعون الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي في عيده الـ66، واعتبروا تصدّيه لدورية إسرائيلية حاولت إجتياز الخط الأزرق في الوزّاني بمثابة نهج نوعي لم تألفه المواجهات على الحدود إلاّ في حادثة العديسة. كما أكبروا فيه هذه الروح المعنوية التي لا تقيم وزنًا لتفوّق السلاح الإسرائيلي لأن ما يدفع جيشنا هو إيمانه بقداسة هذا التراب وحرمة هذا الوطن.

ثالثًا: أدان الأعضاء الإعتداء على دورية فرنسية من قوات اليونيفيل التي جاءت لتخدم حفظ الأمن على الحدود إلى جانب الجيش اللبناني، معتبرينه إعتداءً على مهمة السلام التي تضطلع بها هذه القوات إلى جانب الجيش.

رابعًا: درس الحاضرون الملابسات المحيطة بملف “لاسا” وأملاك البطريركية المارونية واللغط الدائر حولها، فأكّدوا تمسّكهم بحكم القانون باعتباره الملاذ الصالح لبت النزاعات مستبعدين أي تدخّل سياسي على هذا الموضوع.

ولئن أعطى غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مهلة شهرين للّجنة التي إجتمع فيها بممثّلين عن الطرفين للنظر في حلٍّ لا يتنافى مع المعطى القانوني للمشكلة في “لاسا”، فإنه لم يهمل متابعته لهذه القضية، وهو ماضٍ في معالجتها جذريًا دون تهاون مع الحقوق الأساسية للبطريركية المارونية.

وتندرج زيارته المقبلة إلى المنطقة والتوقّف في “لاسا” للإطلاع على الوضع ميدانيًا في إطار إيلائه هذه القضية الإهتمام الأقصى في صلب أولويات برنامجه ونشاطه.

إن الحركة الناشطة التي يقوم بها غبطته إلى المناطق اللبنانية كافة، لاسيما تلك التي فيها موارنة من أبناء رعيّته، هي دليل على حرص البطريرك الراعي على الإستماع إلى هموم الموارنة ومعالجة الأسباب التي تؤرّقهم على غدهم ومستقبل أجيالهم، وتشكّل حثًّا على التمسّك بأرضهم وجذورهم لأنهم الأساس في بنيان هذا الوطن وقيام دولته.

خامسًا: أدان المجتمعون بشدّة وشجب موجة الإعتداءات المشينة التي إستهدفت كنائس في كركوك واعتبروا هذا التعرّض المتواصل بمسيحيّي العراق يندرج في خطةٍ جهنّمية لإخلائه من الوجود المسيحي الذي يُعتَبَر تاريخيًا في نينوى يوم كانت هذه البقعة تمثّل حضارةً عراقيةً عريقة في هذا الشرق.

سادسًا: ذكّر الأعضاء بأهمية إنجاز ملف التخطيط البحري للحدود المتاخمة للمياه الإقليمية في إسرائيل التي تكمن فيها ثروات نفطية وغازية أحوج ما نكون إليها في مثل هذه الأيام. وناشدوا المسؤولين تقديم الملف على وجه السرعة إلى الأمم المتحدة لتكلّف لجنة ترسيم لهذه الحدود وفق المقاييس المعتمدة في القوانين البحرية في العالم.

سابعًا: طالب الحاضرون الحكومة بضرورة وضع سلّم أولويات لمعالجة القضايا المعيشية التي تقض مضاجع اللبنانيين، وتمسّ بلقمة عيشهم، حتى لو تطلّب الأمر عقد جلسات متواصلة. واعتبروا أن الحكومة في عملها على المحكّ، فإما أن تنجح في شعارها “كلنا للعمل” أو تضع نفسها عرضة للمساءلة والمحاسبة في المجلس النيابي.

ثامنًا: شدّد المجتمعون على إيلاء موضوع القانون الإنتخابي ما يستحقّه من إهتمام، لاسيما على صعيد ما اقترحه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من رؤية وطنية في إعتماد النسبية للخروج من الدوامة الطائفية والمذهبية في البلاد. كما حثّوا على تفعيل المشاركة الإغترابية في هذه الإنتخابات لتعزيز الجسور بين لبنان المقيم والمغترب وذلك بتسريع وضع مستلزمات القيود اللازمة التي تؤمّن الإنخراط في عملية الإختيار والتصويت.

تاسعًا: بحث الأعضاء في شؤون إدارية تتعلّق بنشاط المجلس وعطاءاته لمساعدة فئات من أبناء الطائفة وسائر المواطنين أكانت عينية أو صحية أو إستشفائية.

                                                                                                  أمانة سر المجلس