بيروت، في 07/09/2011.

 

 

بـــيـــان

 

      اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول الحاضرون في المستجدات الداخلية والإقليمية. وعلى الأثر أصدر المجتمعون البيان التالي:

 

أولاً: أجمع الحاضرون على أهمية الإستجابة للدعوات التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لتأمين لقاء وطني جامع في هيئة الحوار الوطني أو في ما هو أوسع واشمل للتفاهم على كيفية مواجهة القضايا الداخلية الملحة والتحديات الإقليمية لِما لها من تأثير على أوضاعنا.

      وأمل المجتمعون أن تتكلّل زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى فرنسا ولقاؤه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وكبار المسؤولين بالنجاح في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان في خضم أحداث مقلقة تتهدّد صيغة العيش، وخصوصًا في لبنان وسورية لِما فيهما من تنوّع متناغم ومنسجم برغم الخلافات المستحكمة حول المطالب.

         ولقد كان موقف البطريرك الأخير في فرنسا بالغ الدلالة وذا رؤيةٍ بعيدةٍ إلى الأوضاع المتأزّمة في سورية ومن خلالها إلى لبنان وسائر دول المنطقة، عندما اعتبر أن دفع الأمور إلى الصدام من الدول الكبرى إنما يُلحق أفدح الضرر بأوضاع الأقليات في هذا الشرق لاسيما المسيحية منها. واعتبر الحاضرون هذه الزيارة مهمة جدًا نظرًا للروابط التاريخية والعلاقات التي ميّزت الإرث الثقافي والحضاري بين البلدين.

ثانيًا: توجّه الأعضاء إلى جميع القيادات والمسؤولين بنداء من أجل الحفاظ على وحدة لبنان بأن ينأوا عن أي سجال في غمرة إستحقاقات دقيقة ومتحوّلة خلال هذا الشهر، سواء في المطالبة بالإعتراف بالدولة الفلسطينية في المنظّمة الدولية للأمم المتحدة، أو في صدور أي قرار إتهامي عن المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي، لأن أي تأجيج في الوضع على خلفية ذلك له إنعكاسات مدمّرة على الوحدة الداخلية المحفوفة بالمخاطر أصلاً.

ثالثًا:  طالب المجتمعون بوضع إجراءات سريعة للفلتان الأمني الذي بلغ حدًّا خطيرًا مع سلسلة الحوادث اليومية المتنقّلة بين المناطق، وكأن لا هيبة لأمن الدولة بعد التطاول والحملة المتجنّية على دور الجيش. واعتبروا أن هذه المؤسسة، كما قال غبطة البطريرك الراعي، هي العمود الفقري للدولة وللسلم الأهلي. فأي مسّ بنزاهتها هو بمثابة تحريض وفتنة لا تخدم إلاّ العدو الإسرائيلي المتربّص بنا برًا وبحرًا وجوًا.

       وأكّد الحاضرون على الحكمة العالية التي يتحلّى بها قائد الجيش العماد جان قهوجي لإبقاء المؤسسة العسكرية في عقيدتها الوطنية والقومية.

رابعًا: نبّه الأعضاء إلى خطورة التنازع السياسي في قضايا تتناول الخدمات العامة، وعلى رأسها تأمين الكهرباء، لأن الأمن الإجتماعي للجميع، وهو واجب وطني لا يمكن الخلاف حوله، وناشدوا الحكومة بدرس المطالب العمّالية قبل أن تدخل في إطار الإنقسام السياسي والتظاهرات المعطّلة للحياة العامة والتي سرعان ما تتحوّل عن مسارها في حمأة الصراع القائم بين السلطة والمعارضة.

خامسًا: لفت الحاضرون إلى الشأن المعيشي الذي يتصدّر هذه المرحلة على أبواب الخريف والمتمثّل بالمدارس والجامعات والأعباء المترتّبة على ذلك. فرأوا أن لا بد من إتّخاذ خطوات للتخفيف عن كاهل المواطنين، سواء بضبط الأقساط أو بدعم الكتاب المدرسي، إذ لا يجوز التهاون في تأمين العلم ومستلزماته مهما كانت المعوّقات لأنه يستوي مع لقمة العيش التي لا غنى عنها.

سادسًا: تداول المجتمعون في شؤون متّصلة بأعمال المجلس ونشاطات المؤسسات المنضوية تحت رعايته، سواء أكانت صحية أم مدرسية أم مساعدات عينية، وحثّوا على تفعيل العمل من أجل تلبية هذه المساعدات في مثل هذه الظروف الصعبة.

 سابعًا: درس الأعضاء الترتيبات المعدّة لإقامة العشاء السنوي التقليدي في 20 تشرين الثاني والذي يتزامن مع عيد الإستقلال، بحضور أركان الدولة والفاعليات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والروحية لِما تجسّده هذه المناسبة من بُعد وطني في تمثيل كافة الأفرقاء.

 

                                                                                 أمانة سر المجلس