المجلس العام الماروني

بيروت، في 27/08/2012.

 

 

بــيـــان

 

      اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن، وبحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول المجتمعون في الأوضاع المؤسفة التي خلّفتها حوادث خطف لبنانيين في سورية وخطف سوريين في لبنان وما تخلّل كل ذلك من شلّ لأواصر العيش وتفكّك في أوصال الدولة، فضلاً عن الإشتباكات الدامية في عاصمة الشمال. كما تطرّق الأعضاء إلى البحث في مصير زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر المُقَرّرة في 16 أيلول المقبل. ولدى إنتهاء الإجتماع صدر البيان التالي:

 

أولاً: شجب الحاضرون بشدّة كل أنواع الخطف التي تحرّمها القوانين الدولية والمحلية لِما لها من أثر سلبي على السلم الأهلي والإستقرار الداخلي. واعتبروا أن المطالب المحقة للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سورية لا تبرّر القيام بمثل هذه الأعمال التي شلّت حركة الشريان الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي. وأهابوا بكل المخلصين وضع حدّ نهائي وحاسم لأي إخلال من هذا النوع لِما يرتّبه من عواقب على القادمين الأجانب والعرب وعلى الأضرار بالإقتصاد الوطني الرسمي والخاص. كما أثنوا على الجهود التي بذلها المسؤولون في الدولة وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية العماد سليمان إلى أن تمكنوا من التوصل إلى الإفراج عن أحد المخطوفين الحاج حسين عمر مما يؤشر إلى دنو إطلاق سراح سائر المخطوفين.

وناشد الأعضاء الوسائل الإعلامية التروّي في التعامل مع مواضيع حساسة بروح عالية من المسؤولية، نظرًا لدقة الأوضاع الأمنية المتجاذبة ما بين لبنان وسورية وسط تداخل دولي وإقليمي يذكّرنا بمطلع الأحداث المشؤومة في لبنان عام 1975.

ثانيًا: نبّه المجتمعون إلى أهمية قطع الطريق على أية فتنة في طرابلس، لاسيما مع الحالة المحفوفة بالمخاطر على الحدود الشمالية في عكار وعرسال والقاع في البقاع حيث شهدت حوادث أمنية على وقع النزوح السوري إليها. وناشدوا كل المسؤولين التعاطي بحكمة وإنسانية مع العائلات اللاجئة هربًا من الإقتتال الدائر في بلدها.

      إن المساعي السياسية التي بُذلت لوقف دورة العنف وأعطت مساندة لقرار الدولة بتفويض الجيش حسم الأمر الأمني، قد أدّت بالفعل إلى وضع حدٍّ للفلتان الذي كان سائدًا وسوف تؤدّي هذه الإجراءات إلى إستتباب سلطة الجيش والأمن الداخلي على جميع البؤر التي تؤجّج نار الإقتتال في متابعةٍ سريعة وفعّالة.

ثالثًا: نوّه الحاضرون بمواقف رئيس الجمهورية المتكرّرة الحريصة على السيادة والسلم الأهلي ودعوة الأفرقاء إلى الإحتكام للعقل لئلا تنزلق الأمور إلى فتنة داخلية لا يسلم منها أحد.

      كما أشادوا بمبادرة فخامته إلى دعوة القادة الأمنيين للتشدّد في الإجراءات الزاجرة لأي فلتان وتسيّب، حفاظًا على صورة لبنان الحضارية في الخارج وحرصًا على المواطنين في عيشهم وحركة أعمالهم.

      واعتبر المجتمعون أن لا خيمة تحمي جميع الرؤوس في ظل الإضطراب الكبير القائم في سورية إلا خيمة الدولة وعمادها الجيش والقوى الأمنية التي أثبتت مجابهتها وأخذها للتوتّرات بصدر واسع حماية للقائمين بالتظاهر والإحتجاج، وتأمين إستتباب الأمن للجميع.

      وأكّدوا أن الدولة من رأس الهرم تواكب كل المطالب المثارة على وقع الأحداث الإقليمية بمتابعة يومية. وقد شكّلت أخيرًا من أجل ذلك خلية أزمة وزارية وأمنية هي على تواصل دائم مع المراجع الإقليمية لتسريع فك أسر الأبناء المعتقلين خارج لبنان.

رابعًا: طالب الحاضرون بنأي الأطراف عن كل القضايا الداخلية التي تعزّز الإنقسام السياسي والذي ينعكس بتوتّراته على الأرض. فلا مصلحة لأحد بفرط عقد العيش وإضعاف مقوّمات الدولة، لأن أخطر ما في الأمر هو الفراغ وحلول منطق القوة وتسلّط لغة المناطق والطوائف والمذاهب التي تهدم مبادئ العيش الواحد.

خامسًا: أيّد طالب المجتمعون قرار قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر زيارة لبنان في موعدها المحدد نهار الجمعة 14 أيلول، على أن تسبقها إجراءات حازمة لإخلاء الساحة من المخلّين بالأمن ووقف كل مظاهر العنف في الشمال وسائر المناطق، ولو بحوادث فردية متفرّقة، لأن مثل هذه الزيارة، وفي مثل هذه التطوّرات التي يشهدها لبنان وسورية، تشكّل معلمًا بارزًا لتأكيد دور المسيحيين في هذا الشرق وإنعكاس ذلك على السلم الإقليمي والعالمي.

      وأعاد الحاضرون إلى الأذهان أهمية الزيارة التي قام بها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي إلى منطقة عكار، والتي أشاعت روح التآخي القائم بين الطوائف، برغم الإضطراب الذي يحيط بهذه البقعة الجغرافية من لبنان وبحكم تداخل الأحداث السورية معها.

سادسًا: هنّأ الأعضاء رئيس المؤسسة المارونية للإنتشار الوزير السابق ميشال إده، على منحه وسام القديس غريغوريوس الكبير، وهو الوسام البابوي الأرفع، والذي خصّه قداسة البابا بشخصية لبنانية لها إسهامات كبرى في تعزيز الحضور المسيحي وأواصر العيش في لبنان المقيم والمغترب.

سابعًا:  بحث المجتمعون شؤونًا إدارية داخلية ركّزوا فيها على تسريع تفعيل المساعدات العينية للمحتاجين في مثل هذه الظروف الصعبة.

                                                                                 أمانة سر المجلس