المجلس العام الماروني

 

بيروت، في 27/05/2013.

  

بــيـــان

      اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، برئاسة رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن، وبحضور نائب الرئيس المحامي اميل مخلوف والأعضاء، وتداول الحاضرون في الأوضاع الداخلية والتطوّرات الأمنية الأخيرة. ولدى إنتهاء الإجتماع صدر البيان التالي:

أولاً:  إستنكر المجتمعون إستهداف منطقة مار مخائيل- الشياح يوم أمس بصاروخَيْ كاتيوشيا، واعتبروا هذه الحادثة دليل ساطع على أن موجة العنف عادت لتهز الوضع الأمني وتنذر بملامح مشؤومة عن المرحلة المقبلة في البلاد. وناشدوا جميع الأطراف الوقوف وقفة شجاعة قبل أن يدهمنا الشر المستطير لننقذ ما يمكن إنقاذه مِمّا تبقّى من معالم للدولة، لأنه لو لم نكن حلقة ضعيفة في تشرذمنا وخلافاتنا لَما خُرقنا هذا الخرق الدامي في عقر حياتنا اليومية التي نسعى فيها إلى لقمة العيش المغمّسة بالدم.    

ثانيًا: أسف المجتمعون لِما آلت إليه مساعي البحث حول قانون إنتخابي جديد والخطاب المتوتّر الذي ساد السجالات على خلفية إقتراح قانون “اللقاء الأرثوذكسي” بين تكتّل التغيير والإصلاح وحزب “القوات اللبنانية”. وأهابت بالأطراف المسيحية التحلّي بروح النداء الجامع الذي ما فتئ البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يدعو إليه لجمع الكلمة في هذه الظروف الدقيقة التي تواجه المجتمع المسيحي المنقسم حول الأزمة السورية.

ثالثًا: توقّف الأعضاء مطوّلاً أمام نتائج الجولة التي قام بها البطريك الراعي إلى سبع دول في أميركا اللاتينية لتفقّد رعايا الكنيسة المارونية في عالم الإنتشار، والتي تأتي في سياق تواصله مع الجاليات المارونية في الخارج، وأشادت بالجهود التي بذلها في هذه الجولات واللقاءات المثمرة التي قام بها مع المرجعيات الرسمية في تلك الدول وعينه التي لم تغِب عن هموم الوطن وشجونه.

رابعًا: أشاد الحاضرون بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي يجهد بإتجاه تحصين مرتكزات الدولة في الحفاظ على حرمة الدستور مصونة، والمؤسسات الأمنية موحدة في إطار الدولة وخدمة السلم الأهلي، والسلطة القضائية عاملة وفاعلة في ظل محاذير اللوذ الجهوي إبعادًا لشبح الانقسام الداخلي فضلاً عن تشديده على هيبة الدولة كمرجعية ضامنة لجميع المواطنين.

خامسًا: إعتبر الحاضرون أن بقاء لبنان في التوازنات المستقرّة خير من ركوب الموجات الخطرة التي تهدّد دول المنطقة بتقسيم أخطر من تقسيم سايكس- بيكو لأن القوى الخارجية لا تقوى على التغيير المؤاتي لمصالحها إلاّ في التقسيم الطائفي والمذهبي الدموي الدائر حاليًا والمدمّر للجميع.

سادسًا: حذّر الأعضاء من التمادي في الإحتقانات السياسية والأمنية لإنقاذ موسم الإصطياف الذي يشكّل ركيزة أساسية لإنعاش الإقتصاد، وأهابوا بكل الأطراف، مهما إختلفوا في مواقفهم من التطوّرات الإقليمية، أن يراعوا مبدأ رفع الغطاء عن المخلّين بالأمن حفاظًا على حرمة العيش، سواء في طرابلس أو صيدا أو أية منطقة أخرى، وحمّلوا القوى السياسية مسؤولية التهاون والتراضي في حسم التصعيد القائم في طرابلس، خصوصًا بعدما أصدر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من اليرزة، بصفته قائدًا أعلى للقوات المسلّحة، تغطيته الكاملة لإطلاق يد الجيش في فرض الأمن في عاصمة لبنان الثانية وإعادة الإستقرار إلى المدينة، وإعطائه دوره المركزي في حماية السلم الأهلي وقطع دابر الفتنة من الامتداد إلى لبنان، إذ لا يجوز أن تبقى الساحة اللبنانية رهينة الرسائل الإقليمية التي وصلت، في منحى غير مسبوق ومعهود، إلى إنقسام مذهبي خطير لا يخدم إلاّ مصلحة إسرائيل المتربّصة بنا لإحياء حلمها بدولة يهودية تجاور كيانات طائفية من حولها لتبرّر قيام مثل هذه الدولة!

سابعًا: بحث المجتمعون في شؤون إدارية ولوجستية للمحافظة على وتيرة المساعدات التي يوفرّها المجلس للمحتاجين، سواء على الصعيد العيني أو الصحي أو المدرسي التي إعتاد أن يقدّمها في هذه الظروف المعيشية الصعبة.

 

                                                                                 أمانة سر المجلس