المجلس العام الماروني

                                                                   بيروت، في 29 آذار 2018

                              

بــيـــــــــان

أولاً:  إعتبر الحاضرون أن إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري في 6 أيار المقبل، مؤشّرًا واعدًا لعودة لبنان إلى حضن نظامه الديمقراطي في تداول السلطة ودور الشعب الذي هو مصدر السلطات بعد غياب دام ثلاث سنوات نتيجة التمديد المتواصل. وإذا كان الأعضاء قد إستبشروا خيرًا في القانون المعدّل نسبيًا على النسبي لإلغاء سياسة المحادل الإنتخابية وإفساح الفرصة أمام تصويت جديد للمجتمع المدني، إلاّ أنهم أبدوا حذرًا من كثرة الإصطفافات التي تميّزت بعصب منكمش على الطائفية والمذهبية والتقوقع البعيد عن مفهوم التمازج الوطني، وهو أمر يتنافى مع “خلطة” التعددية والتنوّع في إطار وطني صرف. وأملوا أن تفرز نتائج الإنتخابات وجوهًا جديدة متحمّسة لمبدأ التغيير في التعاطي الذي أصبح نهجًا يشجّع على الفساد والتستر عن عيوبه.

ثانيًا: لئن هزّ التحذير، الذي أطلقه غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الخواطر، برغم المخاوف التي أحدثها، إلاّ أنه، في قرارة الحقيقة، لا بدّ وأن يهز الضمائر الدولية التي ستجتمع عبر أكثر من أربعين دولة في فرنسا بمؤتمر “سيدر” لبحث المساعدات التي تنعش الحالة الإقتصادية في لبنان، ومؤتمر بروكسيل ليتحمّل نصيبه من مشكلة لا تتعلّق بلبنان وحده الذي دفع ثمنًا من قدرته المالية بمليارات الدولارات، ناهيك عن تهالك بنيته التحتية المتهالكة أصلاً.

       وتساءل المجتمعون عن نوعية هذه المساعدات وما إذا كانت ستنحصر بالقروض لا الهبات، لئلاّ يتضخّم الدين العام الذي فاق الـ80 مليار دولار، خصوصًا وأنه لا يزال للبنان في ذمة المساعدات الماضية ما يقارب الثلاثة مليارات دولار لم تُدفع بعد. وناشد الأعضاء الوفد اللبناني بأن يتسلّح بإجراءات إصلاحية إضافية على موازنته قبل موعد “سيدر” ليتشجّع ممثلو هذه الدول على الإقبال المطلوب الذي حُدّد بـ16 مليار دولار. فمن الضروري تقديم جرعات سريعة للإقتصاد اللبناني الذي تهالك نتيجة التجاذبات السياسية وعوامل الفساد المستشري في الإدارات العامة، التي ساهمت في تعطيل الحياة الإقتصادية ودفعها إلى حافة الهاوية”. من هذا المنطلق لا يمكن القول أننا سنؤمّن شروط نجاح مؤتمر “سيدر” في باريس ما لم نباشربطرح الإصلاح الحقيقي من باب إستئصال الفساد والهدر في أسرع وقت ممكن، لئلاّ نقع بخيبة أمل موجعة في مواجهة الدول المشتركة في المؤتمر.

ثالثاً: أثنى الحاضرون على التعويل الذي أبداه أركان الدولة والأطراف السياسية في التركيز، بعد 6 أيار، على مكافحة الفساد المستشري في الإدارات من خلال حكومة جديدة يتحمّل أعضاؤها مثل هذه المسؤولية، لأن ذلك يندرج في إطار معالجة الهدر سريعًا والإصلاح المرجو في الدولة.

رابعاً: بحث المجتمعون في أمور إدارية ومساعدات عينية وطبية متاحة للإستمرار في خطة الدعم الممكن لفئة من المواطنين مِمّن هم بحاجة ملحة في هذا المجال.

خامساً: تمنّى الأعضاء، مع حلول عيد الفصح المبارك الذي يرمز إلى قيامة السيد المسيح، أن يحمل في طياته تباشير خير لقيامة الوطن من محنته الطويلة لما فيه خير وإزدهار الشعب اللبناني.