المجلس العام الماروني

بيروت في 10/01/2011

 

 

استقبل رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، منسّق جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ زهير جعيد مع وفد مرافق، في المقر المركزي للمجلس. وكان تداول في الأوضاع المحلية والإقليمية التي تتّصل بمغزى الهجمات الأخيرة على كنيسة القديسين في الإسكندرية بعد سلسلة هجمات تزامنت مع كنائس في العراق. وإثر انتهاء الإجتماع صدر البيان التالي:

 

 

تطرّقنا مع الشيخ زهير جعيد، إلى الأوضاع المأساوية التي يواجهها المسيحيون في العراق ومصر بعد التفجير المُفجع في كنيسة القديسين في الإسكندرية.

فكان تأكيد منا على أن مثل هذه الأعمال الوحشية، الخارجة عن كل الأعراف والتقاليد، لا تستهدف المسيحيين وحسب، بل تستهدف إفراغهم من جوهر التعايش القائم بينهم وبين إخوانهم المسلمين. وكان تأكيد بأن المسيحية متأصّلة ومتجذّرة في هذا الشرق وفي عمق الوجدان والتاريخ العربي والإسلامي، خصوصًا وأنها سبقت نشوء الإسلام وتساوقت معه في السرّاء والضرّاء على مدى التاريخ وتلاقت على أرض فلسطين المقدّسة في مهد المسيح في بيت لحم والمسجد الأقصى في القدس الشريف، وهي اليوم، ليست وحدها في مواجهة محنة التجويف الإسرائيلي لكيانها، بل إن العالم الإسلامي برمّته يقف معها في وجه التغيير الممنهج لوجه القدس على أيدي الغاصب الإسرائيلي غير آبه بالمقدّسات والمحرّمات.

وأهاب الشيخ جعيد بالمنظّمات الإسلامية العالمية أن تتحرّك لدى حكوماتها وحكومات العالم وتسعى إلى تنظيم حلقات تضامن في المحافل الدولية لوأد هذا المخطّط الذي لا يخدم إلاّ الدولة اليهودية العنصرية. فمَن يهدم مسجدًا اليوم، يهدم كنيسة غدًا، والعكس بالعكس.

ثم تطرّقنا إلى مصير المسعى السوري- السعودي، الذي هو اليوم قيد اللمسات الأخيرة، لمساعدة القيادات اللبنانية على الخروج من مأزق المراوحة التي عطّلت شؤون المواطنين وألحقت ضررًا بالغًا بالوضع الإقتصادي نتيجة الشلل الحكومي القائم.

وكان الرأي متّفقًا على أهمية التجاوب السريع مع هذا المسعى الذي عُرِفت بنوده من المعنيين الأساسيين قبل أن يتسلّل القرار الإتهامي من خلال الوقت الضائع لضرب إسفين بين المسلمين خصوصًا والللبنانيين عمومًا، لشق صفوفهم على خلفية تسريبات أصبحت معروفة المصدر والأهداف.

وبالإمكان القول أن مصير هذه الخلافات الداخلية إلى زوال لأن لا مصلحة لأحد في تخريب صيغة العيش المشترك وفي زعزعة الأمن والإستقرار الذي تحقّق بعد معاناة طويلة من المخاض.