بيروت في 23/06/2010

بــيـــان

اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني في مقره المركزي، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور الأعضاء، وجرى التداول بالزيارات المتلاحقة التي قام بها غبطة البطريرك صفير إلى باريس وقبرص ومدينة زحلة وما تركت من انطباعات مؤثّرة من خلال إضاءتها على الأوضاع المسيحية في الشرق عمومًا ولبنان خصوصًا. كما تطرّق الحاضرون إلى هموم داخلية وعامة. وأصدروا البيان التالي:

أولاً: أشاد الحاضرون بالزيارات التاريخية التي قام بها غبطة البطريرك صفير إلى فرنسا وقبرص ومدينة زحلة وما تركته من انطباعات مؤثّرة من خلال إضاءتها على الأوضاع المسيحية في هذا الشرق عمومًا ولبنان خصوصًا وأبعاد السينودوس الذي سيُعقد خلال الخريف المقبل لبلورة تصوّر وموقف من أعلى سلطة روحية في العالم.

ثانيا: تطرّق المجتمعون إلى المشكلات الداخلية على الصعيد الحكومي والشعبي وأثنوا على أداء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي استطاع أن يضغط في اتجاه إنجاز الموازنة العامة لسنة 2010 رغم تأجيل البند المتعلّق بالسدود العشرة الحيوي للحفاظ على المخزون المائي إلى والموزانة المقبلة.

وناشدوا، من خلال الخلافات القائمة بين حقوق الأساتذة الثانويين ووزارة التربية والتعليم العالي، إنقاذ الامتحانات من خيارات لا تليق بمستوى الشهادات الرسمية ولو من باب تفادي الأزمة مؤقّّتًا بإصدار إفادات بديلة عن الشهادات.

ثالثًا: حذّر الحاضرون من عودة ظهور الطفرات المتطرّفة التي شهدتها بلدات مسيحية في ضواحي صيدا. واعتبروا أنها تخدم أهدافًا مشبوهة للطعن في المبادئ التي قام عليها التسامح الديني في لبنان. ورأوا في هذه المظاهر أصابع خفية لخدمة إسرائيل الجاهدة من أجل تغيير صورة لبنان القائم على التوازن المسيحي- الإسلامي وحرية العيش المشترك في ظلال التجارب التاريخية الناجحة في هذا السبيل بالرّغم مِمّا اعتراها من عوارض جانبية نتيجة التدخلاّت الخارجية.

رابعًا: أكّد المجتمعون على أهمية القرار الذي إتخذه القضاء من أجل إنقاذ حرية التعبير والرأي في مؤسسة الـOtv بمعزل عن أي شأن سياسي، لأن لبنان، القائم على الحريات، هو تراث روحي وسياسي لا يمكن المسّ بأي حرف من حروفه وإلاّ بَطُلَ أن يكون نموذجًا يُباهى به في الشرق والعالم.

خامسًا: وعرض المجلس لزيارة الرئيس العماد ميشال عون لدمشق ولقائه الرئيس الدكتور بشار الأسد واستغرب ما يتداوله البعض عن عدم رضى المسؤولين عن هذه الزيارة. وأكّد المجتمعون أن جميع المسؤولين يرحبون بمثلها لأنها تساهم في ترسيخ العلاقات بين البلدين خصوصًا وأن مثل هذه الزيارات تحصل في كل دول العالم وتساهم في تقريب وجهات النظر وتقوية العلاقات بين الشعوب.

سادسًا: حثّ الحاضرون الحكومة والقطاعات العاملة في الدولة على تفعيل كل ما يسهّل شؤون المواطنين ويخفّف الأعباء على معيشتهم اليومية، معتبرين أن ملف الكهرباء له الأولوية المطلقة على سائر الملفات، ولاسيما أننا مقبلون على فصل إصطياف واعد.

سابعًا: بحث الأعضاء في النتائج الإيجابية التي حقّقتها زيارة وفد المجلس العام الماروني برئاسة الوزير السابق وديع الخازن إلى قبرص منذ أكثر من أسبوع، والتي تزامنت مع زيارة الحبر الأعظم البابا بينديكتوس السادس عشر إلى قبرص وملاقاة البطريرك صفير له على أرض القطاع المسيحي فيها. وقد اعتبروا أن هذه الزيارة عزّزت أواصر التواصل والتعاون مع الجالية المارونية هناك لاجتياز المشكلات التي تعاني منها إثر انقسام الجزيرة منذ أعوام.

ثامنًا: تناول المجتمعون موضوع المساعدات الإنسانية إلى غزة واعتبروا الاعتداء عليها من جانب إسرائيل جريمة دولية موصوفة، كما اعتبروا سرقة المياه اللبنانية التي تقوم بها إسرائيل في الوزّاني منذ سنين، ونيتها السطو على الثروات النفطية والغازية في مياهنا الإقليمية من خلال الإجراءات اللوجستية التي كُشِفَ عنها إثر الاعتداء على أسطول الحرية، هي بمثابة ناقوس خطر جديد على سيادتنا وحقوقنا. وأهابوا بالمسؤولين اللبنانيين إثارة هذا الموضوع في كل المحافل الدولية إبتداءً من مجلس الأمن ومرورًا بكل المحاكم الدولية التي تدين مثل هذه الأعمال.

تاسعًا: حرص الحاضرون على اتّخاذ الإجراءات اللازمة لمواكبة تطويب القديسين في لبنان وآخرها الراهب اللبناني الماروني الأخ إسطفان نعمه في كفيفان لِما لها من أثر روحي عميق في الوجدان المسيحي العالمي.

                                                                                                                       أمانة سر المجلس