المجلس العام الماروني 

 

                                                       بيروت، في 24 حزيران 2013.

 

بـيـــان

        اجتمعت الهيئة التنفيذية للمجلس العام الماروني إستثنائيًا في مقره المركزي في المدوّر، وترأس الاجتماع رئيس المجلس الوزير السابق وديع الخازن بحضور نائب الرئيس المحامي إميل مخلوف والأعضاء، واستُهلّ الإجتماع بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء الجيش، ثم جرى التداول في أحداث صيدا الدامية والخطيرة، والتي إستشهد فيها ضباط وعسكريون، معتبرة أن المؤسسة العسكرية هي خط أحمر لا يمكن المس بحرمتها. وعلى الأثر، أصدر المجتمعون البيان التالي:

            لم يعد جائزا التعرض للجيش اللبناني الذي يكافح الجريمة والعابثين بالأمن لأن من يوجه سلاحه ضد الجيش يوجّهه إلى صدر كل لبناني حريص على أمنه الممثل بالمؤسسة العسكرية التي هي خط أحمر لا يمكن مسّه أو إستفزازه. فليس في الأمن تراضي أو تهاون أو تسامح مع المخلين به، ولم يعد من الوارد تغطية أحد لأن الغطاء السياسي لا يمكن أن يغطي إلا أمن البلاد وليس الخارجين على القانون والفارين من وجه العدالة، وبالتالي قطع كل يد تمتد على الجيش حفاظًا على هيبة الدولة.

            إننا نطالب بإلحاح قيادة الجيش اللبناني أن تتخذ قرارا تاريخيا لا هوادة فيه بمنع أي تلاعب مع السلطة المخولة إليها في حفظ الأمن والسلم الأهلي على كافة الأراضي اللبنانية، ونهيب بكافة الأطراف السياسية رفع غطائهم ودعمهم عن المخلّين بالأمن والمعتدين على الجيش اللبناني. وما الحوادث الدامية التي تشهدها مدينة صيدا سوى نذير شؤم ينبىء بالأسوأ لا سيما في جو متوتر سياسيا على خلفية التجاذبات القائمة حول الأوضاع في سوريا.

          لقد شدّ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على يد قائد الجيش العماد جان قهوجي طالبا منه إتخاذ كل الإجراءات الحازمة لوقف موجة التعرض للمؤسسة العسكرية وأمن الوطن مهما كان الثمن لأن حياة العسكريين والمواطنين الآمنين أعز من أن تُهدر، والجيش الوطني أمنع من أن يُرجم، وهو الذي قدم التضحيات  لإنقاذ لبنان في مراحل تعرضه للأزمات الكبرى.

إن الفوضى الأمنية الخطيرة التي تعيشها البلاد اليوم، إذا ما خرجت عن سيطرة الموقف الموحّد من المؤسسة العسكرية، تصبح البديل من الجيش. والفوضى تعني، في النهاية، إنفراط عقد الدولة ونشوء الدويلات. فهل نُفرّط، بعد كل هذه التجارب والويلات التي خبرناها، بمنطق الدولة والوحدة الداخلية التي بنيناها بالدم والدموع وبالجيش الوطني الذي أثبت في الملمّات أن ولاءه للوطن وليس للطوائف؟!

        وليكن شعارنا المنقذ: لا ملجأ آمناً لأيّ مطلوب، وكلنا واحد في مُصاب الجيش لأنه خشبة الخلاص الأخيرة للبنان.

 

                                                                                    أمانة سر المجلس